الصفات العامة لبرج القوس
هناك عادة محور في كل جمع ضاحك مرح , و احتمال يوازي تسعة من عشرة بأن يكون المحور شخصا مولودا في برج القوس . و إذا تبين بالإضافة إلى ذلك أنه يتمتع بوجه منفتح و جبهة عريضة , و أنه يقوم بحركات مرتبكة خالية من الرشاقة , أمكن التأكد عندئذ من أنه مولود في برج القوس .
جميع الصفات التي ينطوي عليها هذا الإنسان تؤهله لأن يكون طفلا كبيرا . فهو مرح صادق صريح طيب القلب , يعبر ببراءة متناهية عما يدور في خاطره , و يرفض اعتماد الأساليب الملتوية , و يحرج الآخرين , و يستغرب نقمتهم عليه , و يعتذر من هفواته التي ينساها بعد حين ثم يكررها , و هكذا . . . إنه رياضي المظهر يشبه إلى حد ما الجواد أو المهر و خصوصا بخصلة شعره المتدلية على جبينه كالعرف و التي يرفعها دائما بحركة من رأسه أو بيده الأمر الذي يتحول عنده إلى عادة تلازمه في الكبر حتى بعد الصلع .
يرمز إلى إنسان برج القوس بالنار و يقال أن لكوكب " المشتري " ( جوبيتر ) تأثيرا كبيرا في مزاجه , الأمر الذي يوضح سبب جرأته و إقدامه و صراحته و حبه للكلام . إذا تعرض أحد لكرامته مثلا رد في الحال معتمدا على لسانه الحاد و قبضته القوية في آن واحد . وهو من النوع الذي يرفض النجدة أو الهرب و قت الشدة و لكنه حالما ينتقم لنفسه يستعيد هدوءه و براءته معا , و لا يتردد في تعويض عدوه مما لحقه منه . هذا و يمكن القول أن أكثر ما يغيظه و يفقده السيطرة على نفسه أن يتهمه البعض بالكذب أو عدم الأمانة .
يتمتع مولود برج القوس بطفولة مستمرة تجعله يرفض الجد في الحياة على الرغم من قبوله القيام بالواجب و المسؤولية على أفضل نحو . و سبب ذلك أن الجد يثقل عليه و يمحو جزءا من سعادته و فرحه الطبيعيين , و كذلك تفعل معه العزلة التي توقعه في مرض حقيقي في بعض الأحيان . لكن صحته ممتازة إجمالا , و كذلك نشاطه و حيويته اللذان يلازمانه حتى آخر عمره . هو يكره المرض على كل حال و يكره المستشفيات و المعالجة الطويلة , و لهذا السبب يشفى بسرعة مذهلة يضمنها أيضا تفاؤله و إيمانه بغد أفضل .
يميل هذا الإنسان إلى الرقص و الغناء و التمثيل , و يهتم بالأمور الدينية في بداية عمره ثم يتحول إلى الشك و قلة الإيمان , ولا يستبعد أن يصبح ملحدا في وقت من الأوقات . و تجري في عروقه دماء المغامرة و المقامرة , و كثيرا ما ينصرف إلى تجربة حظه على المائدة الخضراء أو البورصة أو ميادين السباقات على اختلاف أنواعها . وهو يحب و يسعى دائما إلى الوقوع في التجربة لكنه يخشى الزواج و ينفر منه , و إذا رضخ فبعد تفكير و تردد طويلين . من صفاته الحميدة الكرم و الضيافة و المثابرة و إصابة الهدف . و من عيوبه الإفراط في الطعام و الشراب و إدمان الخمرة أحيانا , و عدم حفظه الأسرار . على الرغم من تمتعه بذاكرة حادة تحفظ أدق التفاصيل ينسى أحيانا المكان الذي يضع فيه معطفه قبل خمس دقائق .
لكن أطرف ما فيه هو تلك الطريقة في سرد النوادر و الفكاهات . فكثيرا ما يتعثر بكلمة أو حركة يضحك لها الآخرون فيشاركهم الضحك بدوره ظنا منه خفة دمه هي التي أطربتهم لا هفواته التي لا يدركها على كل حال . غير أن تلك الطفولة المحببة لا تمنعه من الرد بقسوة و عنف على كل من يحاول مس كرامته أو مبادئه . و هو عندئذ يطلق سهامه بكل ما أوتي من تركيز و مهارة فيصيب الهدف في النقطة التي يريد .
الطفل القوس
الرجل القوس
حيث يوجد رجل برج القوس يوجد جمع يلتف حوله . فإذا أضفنا إلى هذا الحشد من الأصدقاء الكثيرين و الأعداء القليلين أهداف رجل القوس العظيمة و عادة التمثيل و التهريج عنده وجدنا أن مكان العائلة في حياته ضيق نسبيا , أو هكذا يتصور أفرادها بينما ينكر هو المسألة بشدة .
هذا الإنسان متفائل إلى درجة الإيمان الأعمى بالناس و الظروف , و إلى درجة الاستخفاف بالصعاب و الأزمات , أو تفسيرها كما يحلو له . لا بد لمثل هذا التفاؤل أن يقترن ببعض الخطر على رجل برج القوس إذ يجعله يثق بمن لا يستحق الثقة أو يضع قدمه حيث لا يجب أن توضع . لكن العجيب هي تلك الحيوية التي تجعله يواصل السير قـدما و تلك الروح الرياضية التي تدفعه إلى قبول الخسارة عن طيب خاطر . تلك هي تأثيرات كوكب " المشتري " الذي يمنحه حظا عظيما على الرغم من كل العثرات .
.
المرأة القوس
بين هذه المرأة و بين اللف و الدوران عداء مستحكم . كيف لا و هي التي تؤمن أشد الإيمان بأن الخط المستقيم أقصر الطرق إلى الهدف . و بما أن الاستقامة من طبعها , تبدر منها ملاحظات و أسئلة و ردود يرتبك منها الجميع بوجه الجميع بوجه عام و الرجل بوجه خاص لأنها تأتي بصورة مفاجئة و على نحو لم يتوقعه . و مع ذلك يؤكد من يعرفها جيدا أن في استطاعتها – لو أرادت – أسر جميع القلوب دون استثناء .
المرأة مولودة برج القوس متفائلة جدا , لكن تفاؤلها يقترن دائما بالمنطق السليم لا بالكذب الذي تأباه مهما كانت الظروف و الدوافع . و بما أنها صادقة تماما , لا تتورع عن الاعتراف أمام أهلها و ذويها بأنها تفضل قرابة الروح على قرابة الدم التي لا تؤمن بها كثيرا . و لما كانت صادقة أيضا فإنها تنسلخ باكرا عن بيت العائلة و تستقل بمفردها و تعيش حياة مملوءة بالحركة و النشاط . فهي تتنزه , و تمارس الرياضة , و تسافر , و تلتقي بالأصدقاء , و تلاحق الأهداف , و تؤدي الخدمات شرط أن لا يفرض عليها شيء . إنها تكره الضغوط و القيود ولا تتردد في مواجهتها بلسان حاد سليط لا يميز شخصا من آخر . حتى والدتها التي حملتها و رعتها تفشل في إجبارها على أمر ليست مقتنعة به كل الاقتناع .
تكره هذه المرأة الرجل الضعيف السليب الإرادة , و مع ذلك ترفض الذوبان في شخصية الرجل القوي مهما كان قويا و متسلطا . إنها كثيرا ما تخلط بين الحب و الصداقة . إذا شعرت بالعاطفة نحو إنسان ما تفتح له قلبها دون تردد . في صدقها خشونة تزعج البعض فيتهمونها إما باللؤم و الخبث أو بالبله التام . غير أنها في الواقع ذكية طيبة و منطقية جدا . و إذا تصرفت على هذا النحو الذي لا يرضى عنه جميع الناس فلأنها مقـتنعة تماما ببراءتها و حسن سلوكها , و غير آبهة – بالتالي – للشائعات و التهم التي تلاحقها أحيانا .
تتردد هذه المرأة أمام فكرة الزواج و لا تتقبلها إلا بعد أن تشعر بحب جارف و انجذاب شديد نحو رجل تتمنى مشاركته بل و تقليده في كل شيء . فهي تستعمل ثيابه أحيانا , و ترافقه في الصيد و النزهات و السفر , و تضحكها نوادره , و مع ذلك تبقى محتفظة بكل مظاهر الأنوثة و الرقة . إن من يعرفها حق المعرفة يعلم أنها سريعة العطب , تتصرف ببراءة الأطفال و ترتبك إلى حد التعثر في مشيتها أحيانا , ولا تستطيع منع نفسها من البكاء في المواقف العاطفية على اختلاف أنواعها .
شهية هذه المرأة عظيمة . فهي تحب الطعام و الشراب الطيبين , و تتمنى التردد على المطاعم الفخمة كلما سنحت لها الفرصة . تحب أيضا اللباس الفاخر و السفر – في الدرجة الأولى بالطبع – و الأضواء و الشهرة و التبذير لاعتقادها أن المال وسيلة لا غاية . و مع أنها تكره الأعمال المنزلية و تفضل عليها العمل في الخارج إلا أنها تقوم بدور المضيفة و ربة البيت خير قيام . من أفضل حسناتها في هذا المضمار المرح و الكرم و عدم التفريق بين المدعوين مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية و المادية . و من سيئاتها القليلة حدة اللسان إذا مست كرامتها . لكنها لحسن حظها و حظ الآخرين مفطورة على النسيان و المغفرة , و لذلك لا يوجد في قلبها مكان للغضب أو الحقد الطويل الأمد .